الأسرار الأخلاقية للصوم

تتمثل الأسرار الأخلاقية في الصوم في الأمانة وعدم الخيانة فيما عهد إليه من هذه العبادة السرية , فإن الصائم تجده وهو في خلوته واحتجابه عن أعين الناس , شديد الحرص على حفظ ما اؤتمن عليه من هذه العبادة السرية , التي فيها عمل يشاهد , ومن كانت حالته كهذه فهو جدير بأن يؤتمن على أنفس شيء وأعظمه (الحياء* الثبات *قوة العزيمة *العفة *المروءة ) التي هي من أخص صفات الكمال الإنساني –صون اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والشتم والسب فإن خاصمه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم وغض البصر عن النظر إلى ما حرم الله , وكف الجوارح من اليد والرجل ومن غيرها من الآثام , والصوم يقوي ملكة التقوى وصون النفس عن ارتكاب المحرمات وجميع الموبقات .
ومن أسرار الصوم أيضا: إقامة ناموس الخوف في قلب الصائم عند فطره, مع ملاحظة جانب الرجاء ,والإكثار من تلاوة القرءان وذكر الله .
وكذلك من أسراره خفة المؤنة , فإن من تعود قلة الأكل والشرب كفاه من المال قدر يسير والذي تعود الشبع محتاج لمال كثير , وليس المقصود من قلة الأكل ما يضر بالصحة بل الاقتصاد, وعدم الإفراط في الطعام والشراب .
والاستكثار من الطعام يبطل فائدة الصوم الذي يعني قهر إبليس اللعين وجنوده,وكسر حدة الشهوات التي فيها ما يزينه الشيطان لكثير من الصائمين بالتأنق في إعداد المائدة كالإكثار من ألوان الطعام والشراب وإهدار الوقت في إعداده, والمبالغ التي تنفق عليه , وهذا ما يكون باعثا لقبائح وسلوكيات غير إسلامية منها :الرياء * المباهاة * الكبر* دعوة الناس إلى دورهم والفخر عليهم بإكرامهم وغير ذلك .