تم نقل الموقع على الرابط التالي www.alm7baa.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تم نقل الموقع على الرابط التالي www.alm7baa.com


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العفــو...................................

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




العفــو................................... Empty
مُساهمةموضوع: العفــو...................................   العفــو................................... Icon_minitimeالأحد 24 أغسطس 2008 - 4:39


الحمد لله الذي بعفوه ونعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم وسار على هداهم إلى يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العفُوُّ الغفور الرحيم القائل في كتابه المجيد (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وأشهد أن سيدنا محمداً رسولُ الله صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر القائل: ((من عفا عند القُدرة عفا الله عنه يوم العُسْرَة)) .

عبـاد الله:
أوصيكم وأوصـي نفسي بتقـوى الله العظيـم، فالتقـوى شعار الصالحين ودثار المقربين، وأحثكم على طاعته وأحذركم وبالَ عصيانه ومخالفة أمره وأستفتح بالذي هُو خير: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُوَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ .

أما بعـد فيا أيها الإخـوة المؤمنـون:
يقـول الله تعالى في محكـم تنـزيله: ( إِنْ تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ) ويقول أيضاً: ((الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) .

وعن عبدِ الله بن عمر – رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسولَ اللهِ! كم نعفُو عن الخادِم؟ فصمت! ثم أعاد عليه الكلام فصَمَتَ! فلما كان في الثالثة قال: ((اعفُوا عنه في كل يوم سبعين مرة)) .

عباد الله:
إن الله سبحانه وتعالى عفُوٌّ يحب العفوَ، كريم يحب الكرماء، يتجاوز عن الزلات ويعفو عن الخطايا والهفوات، يقول ابنُ الأثير العَفُوُّ اسم من أسماء الله تعالى ومعناه التجاوز عن الذنب وتركُ العقاب، وهُو صفة من صفات الله تعالى، وصفات الله تعالى وأسماؤه أُمِرْنا أن نتصف ونتخلق بها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، ((إن لله تسعةً وتسعين اسماً من حفظها دخل الجنة)) . أي من اتصف وتخلق بها يدخل الجنة ويشمَلُه الله بعفوه ومغفرته، والعفو والصفح عند المقدرة عمن هفا، وعدمُ الأخذِ بالثأرِ ممن ارتكب جرماً من شيَمِ الكرامِ، يُحَبِّبُ المرءَ لمعاصريه، ويحفظُ قدرَه بين معارفِهِ، ويُزيل ما في القلوب من عداوةٍ وبغضاء، ويدعو إلى الارتباط والائتلاف، لاَ يَعْدَم صاحبُهُ ناصراً في الدنيا ولا يُضيَّع له أجرٌ في الآخرة فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ينادي منادٍ يوم القيامة لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ على الله فليدخلِ الجنة، قال: ومن ذا الذي أجره علـى الله؟ قال: العـافون عن الناس)) ، ومصداق ذلك قول الباري جل في عُلاه: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ .

أيها المسلمون:
والعفو دليلٌ على كمالِ الإيمان وحُسْنِ الإسلام، وكمال النفس وشرفها وطهرها وصفائِها، كما أنه يثمر محبَّةَ الله ومحبَّةَ الناس، وهُو أيضاً مظهر من مظاهر حسن الخلق وكلُّنا يعلم أن أقربَ الناس مجلساً من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أحسنهم أخلاقاً الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون.

فيا لها من مكرمةٍ عظيمة ومنقبة فريدة أن يكون المسلم قريباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، في يومٍ تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كلُّ ذاتِ حملٍ حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، فالعافون عن الناس الذين حسنت أخلاقهم وزكت نفوسهم وطُهرت قلوبهم آمنون مطمئنون بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفزعون حين يفزع الناس ولايخافون إذا خاف الناس.

ولقد ضربَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة أروعَ الأمثلة في العفوِ والصفح عن المخطئ المذنب فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل مكة فاتحاً بعد أن أُخرجَ منها وقد لاقى مالاقاه من عنتٍ وإعراضٍ من أهلها بل إن شئت قل من تكذيب وصدٍ عن سبيل الله، حتى ألقَوْا عليه فرث الجزور وهُو ساجد يصلي، ها هُو ذا يدخل مكة اليوم فاتحاً منتصراً ويحطم الأصنامَ التي كانت حول الكعبة المشرفة، ويلتف حوله أهل مكة المكرمة وهم مشفقون خائفون وَجِلُون، فإذا به صلى الله عليه وسلم يقول لهم: ((يا معشر قريش ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟)) – فدارت رؤوسهم، ونشف الدم في عروقهم، وبلغت القلوب الحناجر فتذكروا جرائمهم السابقة ولكنهم تذكروا مع ذلك أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرمه وعفوه – فقالوا ((خيراً، أخ كريمٌ وابن أخٍ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء)) . وصدق الله تعالى في خطابه لرسوله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .

أيها الإخوة المؤمنون:
إن العفوُ من أبرز الصفات التي تجلَّت في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد له بذلك البعيد قبل القريب، والعدوُّ قبل الصديق، والفضل ما شهدت به الأعداء.

ولا غروَ في ذلك ولا عجب. فقد أدبه ربُّه فأحسن تأديبه، وفطره منذ نشأته على الأناة والحلم، ووهب له كل خلق كريم، وجعل السكينة لباسَه، والبرَّ شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة منطقه والصدقَ والوفاء طبيعته، والعفوَ والمعروفَ خلقَهُ والحق شريعته، والإسلامَ ملَّتَه، وجعل أمتَه خيرَ أمةٍ أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله، ولما نزل عليه قولُهُ تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين)َ . قال: ((ما هذا يا جبريل؟ قال: لا أدري حتى أسأل، فسأل ثم قال يا محمد: إن الله يأمرك أن تصلَ من قطعك، وتعطيَ من حرمك، وتعفوَ عمن ظلمك)) .

((وقد رَوى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل مُحَاربَ وغطفانَ بنخلٍ فرأوا من المسلمين غِرَّةً فجاء رجلٌ منهم يقال له غَوْرث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وقال: من يمنعك مني؟ قال: الله. فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف وقال: من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ قال: تشهد أنْ لا إله إلا الله؟ قال: لا ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلَكَ ولا أكونَ مع قومٍ يقاتلونك فخلى سبيله، فأتى أصحابه وقال: جئتكم من عند خير الناس)) . أيها الإخوة المؤمنون: ليكن العفوُ شعارَنا، والصفحُ دثارَنا، وعلينا أن نعاملَ الناسَ بخلقٍ حسن ولقد دعانا إسلامُنا إلى أن نعامل الناسَ بما نحبُّ أن يعامِلَنا الناس به.

أخي المسلم:
كلنا من بني آدم وكل بني آدم خطاء فإذا أسيء إليك فكُنْ إلى الصفح أقربَ منك إلى العقوبة، لأنك لو كنتَ المقصرَ المخطئ لتمنيت أن يعفوَ عنك من بيده العفوُ والصفحُ فعاملِ المخطئ بمثل ما تحب أن يعاملك به، علينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم وبسلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم ولا غضب لنفسه قط وإنما كان يغضب لله ويحلُمُ لله ويعفو ويصفح لله وهكذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين فقد روي أن خادمةً لسيدنا عمر بنِ عبد العزيز أتت له بطعام فيه مرق ولما وقفت على رأسـه زلقـت رجلها فتناثر المرق على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز فتغير وجهه فبادرته الخادمة بقولها والكاظمين الغيظ قال كظمت غيظي قالت: والعافين عن الناس، قال عفوت عنكِ قالت: والله يحب المحسنين، قال أعتقتك لوجه الله، فقد عامل المخطئ بما هُو أعلى من العفو والصفح ألا وهُو الإحسان إلى المسيء.

فعامل يا أخي المسلم خدمك وعمَّالك إن أخطئوا أو قصروا بهذا الخلق الرفيع وهذه المكارم الحميدة، حتى ولو كان العمالُ والخَدم غيرَ مسلمين فبأخلاقك الإسلامية وسجاياك الحميدة تكون لهم خيرَ قدوة وخيرَ هادٍ للإسلام، لأن طبيعة النفس البشرية تحب من عفا عنها وتجاوز عن خطئها، وكذلك إن كنت معلماً ومرشداً ومربياً لهذا الجيل فعليك أن تغزوَ قلوبَ طلابك وتكسب مودتهم بعفوك عن زلاتهم، وتجاوزك عن أخطائهم، وتحببك إليهم فإن استطعت أن تتمكن من الدخول على قلوبهم استفاد منك الجيل وأخذ من علمك وأخلاقك وكان خير خلف لخير سلف قال أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالبٍ كرَّم الله وجهه: (إذا قَدَرت على عدوِّكَ فاجعل العفْوَ شكراً للقدرة عليه) وقال الأحنف وكان من الحكماء: (إياكم ورأيَ الأوغاد، قالوا وما رأيُ الأوغادِ؟ قال: الذين يرون الصفحَ والعفوَ عاراً).

وأسمعَ رجل عمرَ بن عبد العزيز كلاماً، فقال عمرُ: أردتَ أن يستفزنيَ الشيطان لعزةِ السلطان، فأنالَ منك اليوم ما تنالُهُ مني غداً، انصرف رحمَكَ الله. قال بعضُ الحكماء:
أفضل الناس من تواضع عن رِفعة، وعفا عن قُدرة، وأنصف عن قوَّة. وقال آخر:
أَوْلَى الناسِ بالعفوِ أقدرهم على العقوبة. وقال الشاعر:
إذا ما الذنب وافى باعتـذارٍ فقابلـه بعفــوٍ وابتسـامِ
ولا تحقـد وإن مُلِّئْتَ غيظاً فإن العفوَ من شيـم الكرَامِ
وقال شاعر آخر:
إذا اعتذرَ المسيءُ إليك يومـاً من التقصير عُذرَ فتىً مصـرِّ
فصُنْهُ عن عقابك واعف عنه فإن الصفح شيمة كلِّ حـرّ
ِ

فاتقوا الله عبادَ الله، واعلموا أن دينَنَا الحنيف يُرَغِّبُ في الرحمةِ إذا وجب العدل ويحضُّ على السماحةِ إذا ثبتَ الحقُّ، ويدعو إلى العفوِ إذا تقررَ الانتقامُ، ويطمعُ في الآخرة إذا تحكمت الدنيا، ويُذَكِّرُ بالله إذا استولى الهوى، فوطنوا أنفسكم على العدل والصفح والعفوِ والاحسان، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) ، وقال تعالى: (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العملاقة
محب مشرف
محب مشرف
العملاقة


انثى عدد الرسائل : 930
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 06/08/2008

العفــو................................... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العفــو...................................   العفــو................................... Icon_minitimeالأحد 24 أغسطس 2008 - 7:51

لا اله الا انت سبحانك إني كنت من ظالمين
بارك الله فيك اختي والله يجزيكي الخير
الله يعطيك العافيه علي مجهودك الوضح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الطيب
الــحـــســن
الــحـــســن
القلب الطيب


ذكر عدد الرسائل : 908
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 26/07/2008

العفــو................................... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العفــو...................................   العفــو................................... Icon_minitimeالأحد 24 أغسطس 2008 - 9:13

وقال تعالى: (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .


مشكورة اختي وبارك الله فيكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




العفــو................................... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العفــو...................................   العفــو................................... Icon_minitimeالأحد 24 أغسطس 2008 - 11:14

مشكوره عيون
بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




العفــو................................... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العفــو...................................   العفــو................................... Icon_minitimeالأحد 24 أغسطس 2008 - 11:15

مشكورة كتير حبيبتي
على موضوعك الرائع
مع تحياتي
تقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زى الملايكة
محب ذهبي
محب  ذهبي
زى الملايكة


انثى عدد الرسائل : 870
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 31/07/2008

العفــو................................... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العفــو...................................   العفــو................................... Icon_minitimeالثلاثاء 26 أغسطس 2008 - 18:30

بارك الله فيكى اختى الطيبة

وجعله فى ميزان حسناتك

تحياتى لاحلى عيون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العفــو...................................
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تم نقل الموقع على الرابط التالي www.alm7baa.com :: :: الـمـنـتديـات الـعـا مــة :: :: القسم الاسلامي-
انتقل الى: